شعبة آداب وفلسفة: المقال :قارن بين االحساس و االدراك - التعلم ليس مستحيل

Post Top Ad

الأحد، 27 مايو 2018

شعبة آداب وفلسفة: المقال :قارن بين االحساس و االدراك

شعبة آداب وفلسفة:

المقال :قارن بين االحساس و االدراك




المقدمة + طرح اإلشكالية:
لقد خلق هللا عز وجل اإلنسان وجعل له عقال يميزه عن سائر المخلوقات، إذ يستطيع من
خالله القيام بعدة وظائف عليا كالتفكير والتخيل والتذكر واإلدراك، كما جعل له حواس
تعتبر القاسم المشترك بين جميع الكائنات وبواسطتها يتم االتصال بالعالم الخارجي أي ما
يعرف باإلحساس، ذا
وا كان اإلنسان في إدراكه للعالم الخارجي الذي يحيط به وما يجري
حوله من احداث وتغيرات ينطلق مما تقدمه له الحواس من معطيات حسية ثم ترتقي لما
يعرف باإلدراك فإن المشكلة التي تواجهنا هنا تكمن في صعوبة تحديد العالقة بين
اإلحساس واإلدراك، لهذا نتساءل ما نوع العالقة الموجودة بينهما؟ هل هي عالقة انفصال
وتمايز ام هي عالقة اتصال وتكامل؟ وبالتالي هل هما امران مختلفان ام متشابهان وهل
يمكن القول بان اإلدراك يحمل في طياته اإلحساس؟
نقاط االختالف:
إذا نظرنا إلى اإلحساس واإلدراك من ناحية نظرية وخاصة من زاوية التعريف نالحظ ان
هناك فرق واضح بينهما.
فاإلحساس هو عملية فيزيولوجية بسيطة ناتجة عن تأثر إحدى حواسنا بمنبهات خارجية
بهدف التكيف مع العالم الخارجي وهو في نظر علم النفس التجريبي مجرد حادثة او لية
وبسيطة، والحواس هي األداة الوحيدة التي تربط الكائن الحي واإلنسان بالعالم الخارجي
والبيئة وبها تحصل المعرفة ويتم التكيف.
ويتصف اإلحساس بعدة خصائص أ همها:
- أنه اولي وبسيط ألنه ال يحتاج لواسطة بين المؤثر والعضوية، و مثال ذلك ال توجد
واسطة بين الصوت وانفعال حاسة االذن بل يتم بطريقة اولية ومباشرة.
- هو كذلك عملية آلية ألنه يمر بثالثة مراحل وهي المرحلة الفيزيائية وتتمثل في
تأثير المنبه على الحاسة، مثال ذلك تأثير اللون على حاسة البصر، ثم المرحلة
Mohamed BNH
القناة التعليمية األولى في الجزائر
الفيزيولوجية وتتمثل في وظيفة االعصاب التي تنقل االنطباع الحسي إلى المراكز
العصبية واخيرا المرحلة النفسية تؤدي إلى تكوين عملية اإلحساس من خالل
االستجابة (رد الفعل) اي القيام بسلوك معين( اإلقدام أو الترك) .
- اإلحساس يتصف بالتنوع ألنه يتنوع بتنوع الحواس فكل إحساس يتبع الحاسة
الخاصة به وتنوع المنبهات الخارجية لكنه واحد ومشترك في جميع انواعه ألن
الكائن الحي بحاجة لجميع حواسه لتحقيق التكيف.
أما اإلدراك بالتعريف هو عملية معقدة يتم فيها ترجمة وتأويل وتفسير المؤثرات الحسية التي
تنقلها الحواس إلى المراكز العصبية لذلك يطلق مصطلح اإلدراك على مجمل العمليات التي
تبدأ من محاولة تفسير المؤثر إلى معرفة طبيعته وصفاته المعقدة
ويعرفه الفيلسوف ال الند
بقوله (إنه الفعل الذي ينظم به الفرد إحساساته الحاضرة وتفسيرها ويكملها بصور وذكريات
ومبعدا عنها قدر اإلمكان طابعها االنفعالي(،
ويتصف اإلدراك بعدة خصائص أ همها:
- اإلدراك عملية عقلية يقوم على العمل العقلي وبالتالي يعتمد على وظائف عقلية
عليا كالتأويل والتفسير والترجمة والحكم والتذكر والتخيل واالستنتاج، لذلك يقول
ديكارت ( ذن
وا انا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت احسب أنى اراه
بعيني) .
- اإلدراك عملية معقدة وهو كذلك خاصية إنسانية ألنه يحمل خصوصية وهي العقل
بينما اإلحساس مشترك بين اإلنسان والحيوان.
نقاط التشابه:
إن هذا االختالف بين اإلحساس واإلدراك ال ينفي وجود نقاط مشتركة بينهما وهي نقاط
التشابه فكالهما نجده عند اإلنسان فاإلنسان هو الوحيد الذي يحس بالموضوعات الخارجية
ويدركها في آن واحد كما انه كالهما ينتج عنه معرفة نسبية الن المعرفة سواء كانت عقلية
او حسية مصدرها الحواس او العقل تتصف بالمحدودية الن كالهما يخطئ ومحدود وهما
يشتركان كذلك في الغاية فكالهما يهدف لغاية واحدة وهي التكيف مع العالم الخارجي.
Mohamed BNH
القناة التعليمية األولى في الجزائر
عالقة التداخل:
إن هذا التشابه القائم بينهما يقودنا بالضرورة لوجود عالقة تداخل بينهما الن كالهما يؤثر
في اآلخر فاإلحساس يؤثر في اإلدراك ألنه مرحلة اولية لحدوثه بدليل ان المعرفة عند
الطفل الصغير تبدأ بما هو حسي ثم ترتقي لما هو عقلي تجريدي وهذا ما اكده الفيلسوف
السويسري جان بياجي حين بين بان عملية تعلم الرياضيات لدى الطفل تمر بالمرحلة
الحسية ثم المرحلة العقلية التجريدية وبالتالي ال إدراك بدون إحساس، كما ان اإلدراك بدوره
يؤثر في اإلحساس الن األلوان واالصوات واألشكال والحركات والروائح ماهي إلى ومضات
عصبية تصل إلى المراكز الدماغية بواسطة الحواس اما معرفتنا لها وتفسيرها فهي وظيفة
العقل لهذا فاإلحساس بدون إدراك ال معنى له فهذا االخير أي اإلدراك هو الذي يجعل
اإلنسان يتعرف على الموضوعات وبالتالي يدرك العالم الخارجي إال ان الراي الصحيح هو
الذي يرى بان هناك انفصال جزئي بين اإلحساس واإلدراك وهذا من ناحية التعريف، وكذلك
بينهما اتصال جزئي الن هناك ترابط بينهما من ناحية الوظيفة.
الخاتمة:
إذن نستنتج بأن العالقة الموجودة بين اإلحساس واإلدراك هي عالقة تكامل وظيفي الن
وظيفة اإلحساس تكمل وظيفة اإلدراك والعكس صحيح وبالتالي هناك صعوبة في الفصل
بينهما وهذا ما اكده أنصار علم النفس الحديث وخاصة اصحاب نظرية الجشتالت.


لتحميل هته المقالة في حاسوبكم اضغط : هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad