شرح 3 مقالات في الاخلاق حصريا بكالوريا 2018 - التعلم ليس مستحيل

Post Top Ad

الأحد، 27 مايو 2018

شرح 3 مقالات في الاخلاق حصريا بكالوريا 2018

شرح 3 مقالات في الاخلاق حصريا بكالوريا 2018 





المقالة الاولى  :

يقول جون بول سارتر : لا يوجد غيري فأنا وحدي الذي أقرر الخير واخترع الشر " حلل وناقش " .
المقدمة : يطلق لفظ الأخلاق على جميع الأفعال الصادرة عن النفس محمودة كانت أو مذمومة فالمحمود
منها يعرف بالخير والمذموم منها يعرف بالشر , وهما المحوران اللذان يدور حولهما علم الأخلاق, و إذا
كان سارتر قد أرجع الخير والشر إلى الفرد فهل مصدر القيمة الأخلاقية ذاتي دائما ؟ بمعنى هل الخير
والشر من صنع الإنسان أم أن هناك أطرافا أخرى يمكنها صناعة القيم الأخلاقية ؟
التحليل :
القيمة الأخلاقية ذاتية : القيم الأخلاقية مصدرها الفرد
ذهب سارتر إلى أن مصدر القيمة الأخلاقية هو الفرد , فهو الذي يقرر الخير وهو الذي يخترع الشر ,
فتصور سارتر الإنسان على أن كائن لذاته , وتصور سارتر للنشاط الإنساني على أنه حر , وأن ماهية
الإنسان هو ما يوجده بنفسه ( الوجودية ) يشتمل على فلسفة سارتر الأخلاقية والتي تنطلق من الذات
فيترتب عليها أن الإنسان هو الذي يضع القيم فيضع الخير والشر . وبذلك فهو يعدم وجود الغير وقدرة
الغير في وضع القيم وعلى هذا كانت المسؤولية مطلقة عند سارتر .
غير أن هذا الرأي نجده عند أنصار النزعة التجريبية والنزعة العقلية على حد سواء , فالتجريبيون
يرجعون مصدر القيم الأخلاقية إلى التجربة و الممارسة الفردية , التي تتطور إلى عادة اجتماعية , كما
أن العقليون يرون أن مصدر القيم الأخلاقية هو العقل الإنساني إذ به نحكم على الأشياء وبه نميز بين
الخير والشر وبالتالي فالفرد مصدر القيم الأخلاقية .
- لكن الفرد ليس المصدر الوحيد للقيم الأخلاقية , فإقصاء الغير في صناعة الأخلاق أمر لا يثبته الواقع ,
كما أن التجربة الفردية مختلفة و متناقضة والعقل قاصر لا يهدي صاحبه في جميع الأحوال
القيمة الأخلاقية موضوعية : القيم الأخلاقية مصدرها المجتمع والدين .
إن الأخلاق في نظر آخرين من الفلاسفة على خلاف " سارتر" تنبع من المجتمع ومن الدين حيث يرى
أنصار النزعة الاجتماعية أن القيم الأخلاقية نابعة عن تأثير الجماعة في الفرد حيث يقول " دور كايم " :
" إذا استنكر أحدنا الفاحشة فلأن المجتمع يستنكرها " . كما يرى أنصار الاتجاه الديني أن القيم الأخلاقية
صادرة عن الوحي ( فالتعليم الدينية مصدر القيم الأخلاقية ) فهي جاءت لكي تساعد العقل على إدراك
الخير والشر .
هذا الموقف الديني نجده بوضوح عند مفكري الإسلام خاصة موقف الأشاعرة الذي يعتبر الدين مصدر
الخير والشر فالواجبات في نظرهم سمعية كلها " افعل ما تؤمر " آية . باعتبار أن القيم مختلفة باختلاف
الدين .
- لكن الفرد قد يحدث ثورة فكرية , وأخلاقية ويخرج عن العرف ويغير قواعد المجتمع , كما أن المثل
الأعلى الوارد عن طريق الوحي قد ينعدم لدى بعض الشعوب وتبقى لديهم أخلاقهم الخاصة .
القيمة الأخلاقية ذاتية وموضوعية : القيم من صنع أطراف مختلفة .
من القيم الأخلاقية ما هو صادر عن الفرد وتبقى هذه الأخلاق محل اختلاف بين الناس , ومن القيم ماهو
صادر عن المجتمع كالعادات و التقاليد وهي متغيرة من جماعة لأخرى , و من القيم ما هو صادر عن
الوحي كأخلاق المسلمين وما يتعلق بالحلال والحرام وهي تتمتع بالثبات .
الخاتمة : إن موقف سارتر من الأخلاق لا يمكن التسليم به , إذ ليس بإمكان الفرد أن يقرر وحده الخير
والشر , رغم أنه قادر على إبتكار القيم الأخلاقية وقادر على الالتزام بها أو تركها . فالقيم الأخلاقية
تصنعها أطراف مختلفة الفرد , المجتمع , الدين .
- المقالة الثانية:
هل تقاس القيمة الاخلاقية بالمنفعة؟
مقدمة:
تحرك الإنسان دوافع كثير لكنه في كل الحالات لا يخضع سلوكه للغرائز كما هو حال الحيوان مثلا بل أكثر
من ذلك بوصف ما يحيط به بل يسعى باستمرار إلى معرفة السلوك الأفضل وهنا يلجأ إلى إصدار أحكام
التقييمية على أفعاله وأفعال غيره في محاولة لربطه للطابع الأخلاقي غير أن مسألة تحديد معيار الأخلاق
أثارت الكثير من التساؤلات فالإشكالية التي تعبر عن ذلك هل تصلح المنفعة كمعيار للأخلاق؟
الرأي الأول:
يؤسس الاخلاق على معيار المنفعة فهو الأصلح والأنسب فالأخلاق هي امتداد وانسجام مع طبيعة الإنسان
فالسلوك الأخلاقي يوافق السلوك الطبيعي فالإنسان بطبعه يطلب اللذة ويمسك بها وينفرد من الألم ويرفضه
فاللذة هي الخير والألم هو الشر هذا هو شعاره.
إن جميع القائلين بمذهب المنفعة من ايغور إلى بنتان قصدوا باللذة خير وبالألم شر والواقع أن الأطروحة
تقود بجذورها إلى الفلسفة اليونانية ممثلة في أرستيب الغورينائي حيث قال:” اللذة هي الخير الأعظم هذا هو
صوت الطبيعة فلا خجل ولا حياء” فالأخلاق عنده استجابة لمطالب ورغبات الجسد وفيه ركز على اللذة
الجنسية واعتبرها آنية تزول بزوال مسببها وما دام العقل يستطيع التذكر فاللذة الخيرة هي اتحاد الحس مع
الذاكرة والحقيقة هو أن هذا المذهب يتحد ظهوره في الفلسفة الحديثة في الفكر الإنجليزي على يد بنتان ومول
فالأول ربط المنفعة العامة بالأخلاق وجعلها اسبق من المنفعة الفردية وصاغ ذلك كله في مقياس أطلق عليه
اسم مقياس حساب اللذات فاللذة الخيرة تتصف بمواصفات الشدة وعدم اختلاطها بالألم فهي نقية صافية دائمة
مؤكدة وقوية وتحدث تلميذه استيوارت ميل حيث قال خير من إنسان أن يكون مفراطا ما إن يكون خنزيرا
متلددا فالخير لا يقاس بالكم بل بالكيف وهذا ما يميز الإنسان عن الحيوان فالخير كله الخير عند أنصار
الرأي الأول وهو استجابة لصوت الطبيعة.
نقد:
ليس دائما كل الم هو شر فالاستشهاد في سبيل الله هو قمة الخير بالرغم من الألم الذي يلحق بالشخص
والخيانة هي قمة الشر وإن جلبت السعادة لصاحبها.
الرأي الثاني: النقيض.
يرى أنصار الرأي الثاني أن أساس الأخلاق ليس المنفعة بل العقل والمجتمع فعند النظرية العقلية تصورات
الإنسان وإدراكه هو الذي يؤسس الأخلاق حيث قال أفلاطون:” يكفي أن يحكم الإنسان جيدا لكي يتصرف
جيدا” وقال قبله سقراط:” العلم فضيلة والجهل رذيلة” وتحدث في كتابه الأخلاق لنيقوماطوس عن دور العقل
واعتبره مثل البوصلة وهو الفاصل بين الرذيلة والفضيلة فقال مقالته الشهيرة” الفضيلة وسط بين رذيلتين
وضرب الكثير من الأمثلة لتوضيح فكرته الشجاعة وسط بين التهور والجبن والتواضع وسط بين الإدعاء
والحياء ويتجلى المذهب العقلي في أفكار كانط حيث اعتبر العقل هو القادر على إعطاء الإنسان إنسانيته فلو
كان الخير استجابة للغرائز ولتركيبتنا البيولوجية (فتسود الفوضى) سيكون متغير وستسود الفوضى ويبقى
الاحتمال الواحد لخلق النظام ووضع مقياس الخير والشر الاحتكام إلى سلطة العقل فقال:” إعمل كما لو كنت
تريد أن يكون عملك قانونا كليا عاما” وقال أيضا:” إعمل على أساس تعتبر فيه الناس غاية لا وسيلة”
والحقيقة أن الطرح الاجتماعي يناقض الطرح النفعي ومبرر ذلك في شعارهم:” تبدأ الأخلاق حيث تبدا حياة
الجماعة” عن تفكير الفرد هو انعكاس لتصورات الجماعة حيث قال دوكايم:” إذا تكلم الضمير فينا فإن
المجتمع هو الذي يتكلم” وهكذا فإن أنصار الطرح الاجتماعي ناقضوا أنصار الأطروحة النفعية.
نقد:
إن ربط الأخلاق بالعقل يفرغها من كل محتوى واقعي ثم إن محاولة ربطها بالمجتمع يلغي دور الفرد وهو
أمر يخالف المنطق والواقع.
التركيب:
استند أنصار الطرح الأول على فكرة المنفعة ولكنها فكرة تبقى بعيدة عن الإجماع ومستحيلة التطبيق واستند
أصحاب الطرح الثاني وأنصاره على العقل والمجتمع واغفلوا حقيقة هامة هي ارتباط الإنسان بالسماء
وانطلاقا من هذه المقارنة رأى الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي:” الأخلاق يجب أن تؤسس على نوازع
الفطرة الإنسانية الطبيعية وكذا الإجماع الإنساني المرتبط بخالق الإنسان ولهذا قيل:” للشرع التنوير والعقل
والاجتهاد” فالأخلاق تستند على الوعي كمعيار وعلى العقل كأداة للفهم وعلى روح الجماعة.
- المقالة الثالثة:
هل تجد في موقف المعتزلة تفسيرا كافيا لاساس القيمة الاخلاقية؟
المقدمة:
اشتد النقاش حول مصدر القيمة الأخلاقية عند المسلمين ، فرأى المعتزلة أن الإنسان كان يرتاح لبعض الأعمال ، و
ينزعج من الأخرى قبل مجيء الشرع . ألا يعني هذا أن الإنسان كان يعرف الخير و الشر بعقله قبل مجيء الشرع ؟ لكن
الأشعرية من جهتهم يتساءلون: ألم نطلق على المرحلة التى عاشها الإنسان فبل الإسلام بالجاهلية مما يدل على جهله
للخير، وما يجب فعله، أو تركه إلا بعد مجيء الشرع ؟ ألا يعني هذا أن الشرع هو الذي هدى الإنسان الى الخير و نهاه
عن الشر ؟
و المشكل المطروح: هل العقل هو مصدر القيمة الأخلاقية أم الشرع ؟
التحليل:
الموقف الاول:
المعتزلة فرقة إسلامية من أهم فرق علم الكلام، أقامت مذهبها على النظر العقلي، و أولت تعاليم الدين تأويلا يتفق مع
العقل. من أهم المسائل التى اهتمت بها مسألة الحسن و القبح في الأفعال. ليس الخير عندهم خيرا لأن الله أمر به، وليس
الشر شرا لأن الله نهى عنه، و لكن الخير خير في ذاته، والشر شر في ذاته، فهما قيمتان أخلاقيتان مطلقتان. ولا يمكن ان
يكون الصدق قبحا كما لا يمكن أن يكون الكذب حسنا. وإذا كان الله قد فرض الصدق و نهى عن الكذب، فذلك لما فيهما من
حسن و قبح في ذاتهما .
إن الإنسان عند المعتزلة كان يدرك الخير و الشر بعقله قبل ورود الشرع، فكان ضميره يرتاح لبعض الأعمال، و ينزعج
من الأخرى، كما يرتاح مثلا للشجاعة و الكرم، و ينزعج من الجبن و الخيانة، كما أن إقبال الإنسان على التعاليم التى
جاء بها الدين الإسلامي بتلقائية كبيرة، دليل على أنها كانت تتفق مع ما في عقله من قيم أخلاقية. فلو أتى الشرع بما لا
يدركه عقل الإنسان، لما أقيل الناس عليه، و لا يمكن Ϳ أن يأمر بفعل هو قبح في ذاته، ففي تجويز وقع القرح من الله
قبح عند النظام. كما أن الشرع لم يحكم في جميع المسائل التى اعترضت حياة الإنسان و استعمال المشرع للعقل لإدراك
الخير و الشر، في الأمور التى لم يرد فيها نص، دليل على ان الخير و الشر يدركان بالعقل. و يرفض المعتزلة بذلك فكرة
أن يتوقف المشرع عند حد القياس التى دعا إليها بعض العلماء المسلمين، بل يمكنه أن يتعدى ذلك الى أمور ليس لها
اصل تقاس عليه.
النقد:
لكن إذا كان الإنسان قبل ورود الشرع يتصور الخير و الشر، فانه لم يكن قادرا على التصديق بهما. و المطلوب في
الشرع ليس تصور أو إدراك الحسن و القبح، و لكن التصديق بهما.
الموقف الثاني:
هذا ما ذهبت إليه الأشعرية التى تمثل الموقف المقابل للمعتزلة في مسألة الحسن و القبح في الإسلام. فالحسن عندهم ما
أمر به الشرع، و القبح ما نهى عنه. فلو عكس الشرع الأمر، فأمر بالكذب، و نهى عن الصدق، لكان الكذب حسنا و
الصدق قبحا. فالحسن و القبح ليسا ذاتيين كما يعتقد المعتزلة، بل هما اعتباريان، و إلا لم يتخلفا و لم يتوقفا على شروط.
فالقتل قد يكون حسنا إذا كان دفاعا عن الشرف، وقبحا إذا كان اعتداء على ضعيف. إن الخير و الشر يتبدلان تبعا
للظروف، و الناس يستحسنون و يستقبحون تبعا للشرائع. كذلك رأى الأشعرية أن قول المعتزلة أن الخير و الشر قبليان،
وأن الله حدد الأوامر و النواهي لما في الأعمال من خير و شر في ذاتها، هو إنكار لإرادة الله الحرة في الاختيار. و الله
فوق أ يتقيد بأي قانون أو شرط. أما في مسألة المشرع، فإن الأشعرية يرون أن المشرع يرجع دائما الى القرآن و السنة
لاستخلاص الأحكام منهما، وهذا يدل على أن الإنسان لا يحكم على الفعل أنه خير أو شر إلا إذا رجع فيه الى الشرع.
النقد:
ما لا نفهمه من موقف الشعرية قولهم أن فكرة أحكام الشرع تتحقق مع العقل، إنكار لقدرة الله المطلقة.
أن هذا العقل الذي ميز الله به الإنسان عن بقية الحيوانات، من خلقه هو، خلق الإنسان، وأودع فيه شيئا من حكمته.
وطبيعي أن تتفق أحكامه الشرعية مع أحكام العقل. أما فيما يخص الكذب الذي يصبح حسنا، كما في حالة الكذب على
المريض، فإن الحسن العارض لا ينافي القبح الذاتي.
التركيب:
وهكذا لا يمكن أن يكون مصدر القيمة الأخلاقية الشرع وحده، على أساس أن الإنسان كان يجهل الخير و الشر، إذ هناك
من الأعمال ما اشمأزت منها النفوس، و نفرت منها القلوب حتى قبل مجيء الشرع. مما يدل على أن الإنسان بطبيعته
يمكنه أن يعرف الخير و الشر.
غير أن مجيء الدين أكد القيم الأخلاقية، و أعطى لها صفة شرعية تجعل المرء يصدق بها تصديقا لا شك فيه. فبعد أن
كان يتردد بين ما يراه حسنا بعقله، و بين ما يراه المجتمع قبيحا، جاء الشرع و حسم الأمر، فأصبح ما يأمر به هو الخير
الذي لا يناقش، و ما ينهى عنه هو الشر الذي لا يناقش أيضا./إن الدين الإسلامي أشاد بالعقل، ورفع من شأنه، فلا
تناقض بين الدين و العقل بل الدين و العقل إذا تعاونا معا، كانا مصدرين للتمييز بين الحق و الباطل. و ليس هناك ما يمنع
القول بأن الحسن ما وافق الشرع و العقل معا، والقبح ما خالف الشرع و العقل معا.
وعن رابعة بن معبد رضي الله عنه أنه قال:" أتيت رسول الله (ص) فقال: جئت تسأل عن البر؟.فقلت نعم.قال: البر ما اطمأنت إليه
النفس، و اطمأن إليه القلب، و الإثم ما حاك في النفس و تردد في الصدر، وإن أفتاك الناس و أفتوك". و هذا تأكيد من الرسول
(ص) أنه لا فرق بين ما يأمر به الشرع، وما تدركه النفس من أمور البر و التقوى .
وتجدر الإشارة هنا الى أن بعض الأشاعرة أنفسهم لم ينكروا أهمية العقل كعامل مساعد للشرع.
الخاتمة:
وهكذا نستنتج أن العقل و الشرع مصدران مهمان من مصادر الحكم على الأفعال إذا كنا نحكم على الأفعال أنها خير أو شر بعقولنا،
فإن بالشرع نصدق أحكام العقل .

لتحميل هته المقالة اضغط : هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad